{إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1)}{إِذَا زُلْزِلَتِ الارض} أي حركت تحريكًا عنيفًا متداركًا متكررًا {زِلْزَالَهَا} أي الزلزال المخصوص بها الذي تقتضيه بحسب المشيئة الإلهية المبنية على الحكم البالغة وهو الزلزال الشديد الذي ليس بعده زلزال فكان ما سواه ليس زلزالًا بالنسبة إليه أو زلزالها العجيب الذي لا يقادر قدره فالإضافة على الوجهين للعهود ويجوز أن يراد الاستغراق لأن زلزالًا مصدر مضاف فيعم أي زلزالها كله وهو استغراق عرفي قصد به المبالغة وهو مراد من قال أي زلزالها الداخل في حيز الإمكان أو عني بذلك العهد أيضًا وقرأ الجحدري وعيسى زلزالها بفتح الزاي وهو عند ابن عطية مصدر كالزلزال بالكسر وقال الزمخشري المكسور مصدر والمفتوح اسم للحركة المعروفة وانتصب هاهنا على المصدر تجوزًا لسده مسد المصدر وقال أيضًا ليس في الأبنية فعلال بالفتح إلا في المضاعف وذكروا أنه يجوز في ذلك الفتح والكسر إلا أن الأغلب فيه إذا فتح أن يكون عنى اسم الفاعل كصلصال عنى مصلصل وقضقاض عنى مقضقض ووسواس عنى موسوس وليس مصدرًا عند ابن مالك وأما في غير المضاعف فلم يسمع إلا نادرًا سواء كان صفة أو اسمًا جامدًا وبهرام وبسطام معربان أن قيل بصحة الفتح فيهما ومن النادر خزعال عجمتين وهو الناقة التي بها ظلع ولم يثبت بعضهم غيره وزاد ثعلب قهقازًا وهو الحجر الصلب وقيل هو جمع وقيل هو لغة ضعيفة والفصيحة قهقر بتشديد الراء وزاد آخر قسطالًا وهو الغبار وهذا الزلزال على ما ذهب إليه جمع عند النفخة الثانية لقوله تعالى: